حجية سكران
حُجيةُ سَكْران
لمن أشكو ، إذا كان جلاّدي سراب ، ومُنقذي هُبَاب ، والسعادةُ عادةٌ حَبْلُها مُنقطع ، والرجاء مُندفع …
أسألُ نفسي بين الحين والآخر ، أهكذا الحياة !!! عناءٌ في عناء ، وهَمٌ على أكتافه الغم ، ونَغَمٌ في طياته الآهات ، مـا إن تبتسم إلاّ والحزن يُسبِلُ أستاره ، وما إن تقول ها قد بدأ السكون إلاّ وتبدأ العاصفة .
الخوفُ يُرافقُ الجميع كالظل ، والآهات تسكن كهف الصدور ، والعبرة على أبواب الحناجر .
سُحقاً لمن مَزّق أزهار الربيع ، وأُفٍ بكل المعاني لمن رسم الرعب على وجوه الأطفال ، وعلى أنغام الموسيقى ، وفي خلجات الأمهات ، وفي تفكير الآباء ، صرْخة اليتامى ، ودموع الأيامى ، ونحيب الثكالى ، وويل الرجال ، إنها ملحمة هذا الزمان ، زمن الفتن والطائفية المقيتة ، والقومية البغيضة ، وأُبهة المال ، وعفونة المناصب …
آهٍ من النفوس الضعيفة التي تصطادُ في الظلام والماء العكر ، وفي اليوم العاصف ، وعند خبر الزلزال …
أُسلمُ عليكم بسلام الرجاء ، وقلة الزاد ، وقرب الفناء ، ألا يكفي الحسد ، ألا يكفي التناحر ، إلى متى نبقى ندورُ في رحى الأحقاد ، وقلة العقل ، وأنفة الغرور ، ألا يكفي عويل الذئاب ، والكل يتكلم بأسنّة الرماح ، ومقابض السيوف ، وشقشقة الأباطيل …
يا حَوْل كفاك حسداً ، ويـا جَوْل كفاك كذباً ، ويا نَوْل كفاك طمعاً ، إنكَ عارٍ من الثياب ، ليس لك إلا نعوت فارغة يجهلها العوام فينادوكَ بها …
والله إنّي لأسمعُ صوت الباب ، وأنظر من صير الزمان ، إن بقت حجارة الموقد في محالّها ، لتتفاقمُ الفتن ، وتتباعد القلوب ، وتتناحر الأكباد …
سلامـاً سلامـاً من سفوح الياسمين ، وتحية من جبال البخور ، وحُباً من وادي الزهور ، وشوقاً من تلال العسل ، وعشقاً من عوْسجة الصحراء ، ألاَ تجتمعونَ على كلمةٍ سواء ، فيندمل الجُرْح ، وينهض المريض ، ويكتب بالخط العريض ، نجتمعُ على حُب الوطن ، ونطرد الغريب ، ونجمع شمل الأسرة من جديد …
السلامُ في طياته الحبُ والأمان ، كيف تتصافحون ، وأنتم تتقاتلون ، أليس لكم عهد توفون ، وكيل تُعطون ، وأمر خير تختارون …
سُحْقاً سُحْقاً لأهل النفاق ، وسوء الأخلاق ، ونقص الخلاق …
اللهمّ اجعلنا من الذين يُنقونَ الثوب ، ويبتعدون عن الحَوْب ، واجعل لنا غايةً أن نخرجَ من هذه الدنيا بأجمل نهاية ..
اللهمّ إنّي أسألكَ حُبّكَ ، وحُبَ من أحبكَ ، وحُب كُلِّ عملٍ يُقربني إلى حُبك ..
السلامُ على أهل العشق والحب والود الصافي والقلب الحاكي والعين الباكي ..
لا تلوموني …. فإنّي أبحثُ عن القلب السليم ..
◈◈◈◇◈◈◈
من كتابات فضيلة السيد الشيخ محمد تحسين الصالحي الحسيني النقشبندي القادري (قدس سره)