Erbil, Kurdistan
0751 175 8937
info@cmlifecenter.com

جمال المرأة والرجل

جمال المرأة والرجل

جَمَالُ المَرْأةِ والرَّجُل

 

الرَّجُلُ مُهَابٌ ، والمَرْأةُ ذاتُ حَيَاء ، وحيائُهَا هَيْبَتُها ، وهَيْبَةُ الرَّجلِ حَيَاؤهُ ؛ فَحَزْمُ الرَّجل في مَوَاطِنِ العَدَالَة جَمَال ، ولِغَرَضِ بَخْسٍ ظُلْم ، والقُبْحُ كُلُّ القُبْحِ في البُخْل ، والهَرَج ، والحَسَد ، والحِقْد ، واللؤم ، والأنَانيَة ، وأدَب المَصْلَحَة ، وخُنوع الفَائِدَة ، وشَرَاهَة النَّظَر ، وَشَرَاهَة الطَّعَام ، وذو الوَجْهينِ ، وإظْهَارُ أمْرٍ ، وإخفَاءُ أمر، والكَذِب ، وكَذب التَّبْرير .. هذه المَعنوية ..

وأمَّا الحِسيَّةُ فيجِب الاهتمامُ بالمَظْهَرِ الخَارِجي ، والنَّظَافَة كُلُّ النَّظَافَة مِنَ الرَّأسِ إلى أخْمَصِ القَدَم ، بِتَقْليمِ الأظَافر ، والتَّهذيب للشَّعْرِ واللِّحْيَةِ وَالشَّارب ، وتَنسيق الألوَان ، واللبس المُرتَّب ، وتَنْظيف الأسْنَان ، وتَنظيف الأُذُن ، وبَعد هذِهِ إعْطَاءُ الحواسِّ حقَّهَا بِصَوْنِها ، وإلْزَام النَّفْسِ على العِبَادَة ..

وأمَّا المَرْأةُ فَجَمَالُها في حَيَائِها ، والحَيَاءُ الشُّعْبَةُ الكُبْرى مِن مَضْمونِها كامرأة ، والرِّيَاضَةُ العَقْليةُ والبَدنية لَها الأسَاسُ الأولُ كي تُصْبِح المرأة الحقيقية التي أنْجَبَت الرِّجَالَ ، وربَّت الرِّجَال ؛ فلولاها ما كُنَّا ولم نكُن ؛ فعُظَمَاءُ الرِّجالِ من أمهاتٍ لهُنَّ من الهَيْبَة والعِلْمِ سَخَّرْنَهَا في إنشَاءِ هذا الرَّجُل ؛ فَلفْظُ الأُمِّ لَفْظٌ مُتَدَاولٌ ، ففي أيِّ العُلُوم نقول : أمُّ البَاب ، وعَلَى الوَطَن : أُم ، وعَلَى الرَّجل الحَنين : أُم ، وعَلَى قِمَّة الحُبِّ والعَاطِفَة : أُم .

ولَفْظُ الأُم هو اللَّفْظُ الشَّائع ، وفي الشَّرْع الحنيف : ( أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثم أُمُّكَ )

فللمرأة دُمُوع ، فُدُمُوعُ الحُنو بِنَاءٌ لأُمة ، ودُمُوع الخَوف والرَّجَاء إصلاحٌ للأُمة ، وكلما خفَتْ صَوْتَهَا كان لهَا جمالاً سَاحراً ، وإذا ارتدت ثوب السماحة فتبني أمةً قويةً بشرط أن لا تؤثِّر هذه السَّمَاحَةُ ُ على الحُقوق والآداب والشَّرْع ، وما للرَّجُل من أمورٍ معنوية قبيحة فكذلك للمرأة ، فتركُ الأمور المعنوية الدنيئة هو درج من درج الكمال ، وأما الحسيةُ بالنسبة للمرأة أن تصونَ جَسَدها باحترامِ قوانين الشَّرع ، والمطلوب منها بعد ذلك النَّظَافة والاهتمام ، وأن تُبيِّنَ من الزِّينَةِ المسموح بها ؛ فَهَتْكُ الشَّرْعِ هَتْكٌ لَهَا ، والعَوْدَةُ لِدَائَرَةِ أحْضان الشَّرْعِ هو سِرُّ جَمَالِها الحقيقي .

وما بين الرَّجل والمرْأة رابِطٌ وسُنَّةٌ كونية ، وعَقْدُ الزَّواجِ هو الميثَاقُ الغَليظ ، وهُو الحَبْلُ المتين ؛ فتقْويةُ هذا الحَبْل بمعرفَةِ الحُقوق ؛ فإذا عَرَفْت المرأةُ الحُدودَ وحقوق الرجل ، وكذلك الرَّجل عَرَف الحقوق والحدود زالَن البُهْمَةُ ، وخَرَجت القضيةُ من الكَذائية إلى الوضوح ــ الاحترام ــ الأدب ، وأن لا يتسلَّطَ الرجلُ على المرأة بقوةِ بَدنه ، ولا المرأة بطولِ لِسانها ومكْرِها ؛ فإذا اضمحلت القوةُ في الأدب ، والمكْرُ واللِّسَان تحت سَقْفِ الاحترام ، بدأت مَنَارَاتُ الحياة المستقرة المبنية على الكفاءة ، والتَّكافؤ الفِكْري مهمٌ جداً لاستمرار عجلة الحياة ..

وإنَّ المهنَ والرُّتبَ العِلمية كُلُّها محترمة ؛ فهي خِدْمَة ، وبالخِدْمة نبني المجتمع ، ولكن يجب أن نضع النُّقط على الحُرُوف كي نُزيل البُهْمَةَ والكذائيَة وهو المطلوب ؛ فالكلُّ يرتدي ثوبَاً على مقاسه .

وصلى الله على سيدنا رسول الله محمد وعلى آله الأبرار الأطهار وصَحابته الأخيار ..

◈◈◈◈◈◈

من كتابات فضيلة السيد الشيخ محمد تحسين الحُسيني النقشبندي القادري رضي الله عنه وأرضاه